| Oussama | التاريخ: السبت, 2014-06-14, 3:51 PM | رقم # 1 |
| المجموعة: المشرفين | | عدد المشاركات : 1374 | | تاريخ التسجيل : 2014-02-28 | | الجوائز: 10 | | قوة السمعة: 10000 | | الجنس : ذكر | | الدولة :الولايات المتحدة الأمريكية | | معدل الملاحظات: | | الحالة : Offline | | معلومات عن العضو ╬◄ |
| أم الدرداء
من سيدات التابعيات، إذا ذُكرتِ النساء التابعيات فهي ولا شك من أبرزهن، ومن أولي المكانة فيهن وبينهن، قال ابن أبي داود: سيدتا التابعيات: حفصة بنت سيرين، وعمرة بنت عبد الرحمن، وتليهما أم الدرداء.كان لأبي الدرداء -رضوان الله عليه- امرأتان: كل واحدة يُقال لها: أم الدرداء، وهما: كُبرى صحابية، وصغرى تابعية، وقد تزوج التابعية بعد وفاة الصحابية: خيرة بنت أبي حدرد الأسلمية، لها صحبةٌ وروايةٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأم الدرداء الصغرى ليس لها صحبةٌ ولا سماعٌ من النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنما هي تابعية من سيدات عصر التابعين من أهل دمشق الشام.زواجها من أبي الدرداء: نشأت أم الدرداء - رحمها الله - يتيمة في حجر أبي الدرداء -رضي الله عنه- إذ رباها على حب الله -سبحانه وتعالى- وحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأحسن تربيتها كل الإحسان لعلمه بما عند الله -عز وجل- من ثواب لكافل اليتيم، نشأت على حب العلم، والشغف بالعبادة، وطلب الزهد، كما أن الله -عز وجل- قد حباها بنعمة من كمال العقل، وأنعم عليها بالحسن والجمال، ولما بلغت مبلغ النساء، تزوجها أبو الدرداء، ومنه أخذت كنيتها أم الدرداء، وكادت تغطي على اسمها الحقيقي هُجيمة، وأخذت أم الدرداء تتعلم من زوجها، فروت عنه علما جمًّا، رفعها إلى مصاف العالمات الفاضلات الفقيهات في عصر التابعين.من أخبارها مع زوجها: كانت مثل الزوجة الصالحة ذات القدوة الحسنة لغيرها من النساء، كانت أم الدرداء تكبر تلك الصفات الحميدة في زوجها أبي الدرداء، فكانت تبتهل إلى الله -عز وجل- أن يجعلها معه في الجنة فقد ورد أنها قالت: اللهم إن أبا الدرداء خطبني فتزوجني في الدنيا، اللهم فأنا أخطبه إليك، فأسألك أن تزوجنيه في الآخرة.فقال لها أبو الدرداء: فإن أردت ذلك، فكنت أنا الأول - أي مِتُّ قبلك - فلا تتزوجي بعدي.فمات أبو الدرداء فخطبها معاوية فقالت: لا والله، لا أتزوج زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله في الجنة، فإني سمعت أبا الدرداء يقول: سمعتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:)المرأة للآخر من أزواجها(، ولست أريد بأبي الدرداء بدلا، وإني سألت أبا الدرداء أن يسأل الله -عز وجل- أن يجعلني زوجته في الجنة.فبعث إليها معاوية -رضي الله عنه- أن عليكِ بالصيام، وظلت أم الدرداء على العهد إلى أن لقيت الله -عز وجل-.مما روته أم الدرداء: أخرج الإمام مسلم بسنده عن أم الدرداء قالت: حدثني سيدي - تعني أبا الدرداء - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:)من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكّل به: آمين، ولك بمثل(.صور من عبادتها وطاعتها: كانت أم الدرداء - رحمها الله - كلّها معمورة بالطاعة والعلم والعبادة، وكان بيتها موئلا لكل متبتل أوّاب، وكل فقيه مجتهد، وكل امرأة عابدة، وكان كثير من العبّاد يأتونها ليأخذوا عنها العلم والحديث.وفي مجال الصبر والطاعة، والتسليم لله -عز وجل- كانت أم الدرداء من الفئة الصابرة الراضية، ويدل على هذا ما ذكره عنها يحيى بن معين -رحمه الله- قال: ماتت الدرداء قبل أم الدرداء، فلما دفنتها قالت: اذهبي إلى ربك، وأذهب إلى ربي، فدخلت المسجد.تعليمها الناس وثناء العلماء وأهل العلم عليها: من المآثر الكريمة لأم الدرداء، حرصها على مجالس العلم، والحضّ على حضور مجالس العلماء ومذاكرتهم، فعن عون بن عبد الله قال: جلسنا إلى أم الدرداء، فقلنا لها: أمللناكِ؟!فقالت: أمللتموني! لقد طلبت العبادة في كل شيء فما أصبت لنفسي شيئًا أشفى من مجالسة العلماء ومذاكرتهم، ثم احتبت وأمرت رجلا أن يقرأ، فقرأ:﴿وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ (سورةالقصصآية51).وقد حظيت أم الدرداء - رحمها الله - على شهادات موقّعةٍ من أكابر العلماء بالثناء عليها لتقدمها في المعرفة والعلم والعبادة والفضائل، فقال مكحول -رحمه الله-: كانت أم الدرداء فقيهة.وقال ابن عساكر: كانت زاهدة فصيحةً.وقد وصفها النّووي بقوله: كانت زاهدة فقيهة.ونعتها الذهبي بقوله: السيدة العالمة الفقيهة، واشتهرت بالعلم والعمل والزّهد.وفي سنة 82 للهجرة وافى أم الدرداء الأجل المحتوم، ولقيت ربها بموطنها في الشام، رحم الله أم الدرداء، وألحقها بالصالحين. المصدر:- سير أعلام النبلاء/ للذهبي.- البداية والنهاية/ لابن كثير.- المعرفة والتاريخ/ للفسوي.- نساء من عصر التابعين/ لأحمد جمعة.
تم تحرير الرسالة بواسطة |
|
|
|
