قصة حقيقية
تحت عنوان
السؤال الغبي والجواب الأغبى
ركبت الباص في الطابق العلوي متوجها إلى المطار. ولمن لا يعلم، فإن الباصات في بريطانيا ذات طابقين. كان الوقت معبقا بنسائم الصبح
البكر التي تتمطى استعدادا لشروق الشمس. كنت أجلس بصمت …أُعدّل من مزاجي كي
يتناغم والنسمات الأُوَل من اليوم. ليت النوافذ فتحت لعلّي أستنشق النسائم
لكن ذاك عسير المنال. كنت أنظر في الأفق والشوارع التي نفخ فيها الصبح
الروح وعادت إلى سابق صخبها. السيارات تروح وتجيء …الناس مسرعون نحو العمل.
كنت متوجها إلى مطار مانشستر كي أستقبل أحد الأعزاء جذلا بلقائه بعد فترة
طويلة.
قبيل وصول الباص إلى المطار بحوالي 5 دقائق، صعدت فتاة في
العشرينات من عمرها إلى الطابق العلوي الذي كان يحويني وعدد لا يزيد عن
الخمسة من الركاب. نظرت إلينا ونحن نجلس في أماكن متفرقة، ثم سألت. هل هنا
المطار؟ Is this the airport؟ لم أجب، ظانّاً أنها تسأل شخصا آخرا. ثم أن
السؤال كان هل هذا المطار، فظننتها تمزح مزحة ثقيلة. إنها حافلة. والفرق
كبير جدا بين المطار والحافلة! هكذا أعتقد أنا على الأقل!
عرفت من لهجتها أنها ليست من مانشستر ولا من إنجلترا ولا حتى
بريطانيا! عرفت ذلك حين كررت السؤال مرة ثانية… لم تجد أي مجيبٍ أيضا. فهمت
من اللهجة الأوروبية أنها أجنبية وتسأل ما إذا كان هذا الباص يذهب إلى
المطار.
فنظرتُ إليها وقلت لها نعم صحيح إنه كذلك “Yes it is” . فشكرتني ثم نزلت بسرعة إلى الطابق السفلي وبعد ثوان عدة نزلت من الباص.
عصرت مخي كي أفهم هذه المعادلة البيزنطية. تسأل بحرقة عما إذا
كانت الحافلة مطارا؟ طيب حسنا حسنا.. تقبّلنا هذا، ثم فهمت أنها تسأل ما
إذا كانت الحافلة تذهب إلى المطار، فرددت بالإيجاب … فلماذا إذن تقرر
هزيمتي وتنزل من الحافلة!
بعد ثوان أخرى، فهمت السؤال! أو للدقة، أعدت فهم السؤال.
فوجدت أنها كانت تسأل ما إذا كانت المنطقة التي تمر بها الحافلة هي المطار
أم لا! نزلت المسكينة ظنا منها أن ذلك المطار. شعرت بالحزن للحظات ثم
ابتسمت وقلت: “من يسأل أسئلة غبية بالتأكيد لن يحصل على جواب ذكي!”
،،،
المصدر أستاذ مهيب في التنمية البشرية