بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
الأَعْمَى وَ طَلَبُ العِلْمِ
جلست في عجل أرقب شيخي ، فإذا بالأعمى يزاحمني ويطلب مني ورقا ، فتعجبت من حاله
لما الورقة ؟ بعد أن سألني في أي باب توقفتم ؟ حينها أدركت أنه سيطلب من
مرافقه تدوين سؤال له ، لكنه لم يفعل . فهمست في أذنه : أخي ألك أن تأمرني ؟
فقال و هو يبتسم : العلم صيد و الكتابة قيد . إنه طالب علم ومنا وفينا من
يمتنع عن طلب العلم ، ربما لكبر سنه و استحيائه من تقصيره في صغره ، أو أنه
قد استغنى واكتفى بما عنده ، فهو حينئذ أجهل ما يكون ، فرضي بالجهل أن
يكون موسوما به ، و آثره على العلم أن يصير مبتدئا به ،أما علمت يا مقصر..
الوقت يمر مر البرق ، وصوارف الحق تعرض كل حين ، ولا مخرج لك من هذا إلا
العلم الصحيح ، فإياك إياك أن تصير إلى الجهل رفيقا ، حينها تتخطفك طيور
الهوى ، لتهوى بك في واد الظلام ، قعره سحيق و ريحه الشهوات ،وإن اعتذرت
بضيق الوقت والحرص عليه ، فاعلم أن الله يعبد بالعلم لا يعبد بالجهل ، قال
الذهبي: قاتل الله الذكاء بلا علم، ورضي الله عن البلاهة مع التقوى ، العلم
العلم فضيلة فرغبة ذوي الأسنان فيه أولى. والابتداء بالفضيلة فضيلة. ولأن
يكون شيخا متعلما أولى من أن يكون شيخا جاهلا.
*************
الجمعة 30 جمادى الآخر 1434 هـ
الموافق لـ 10ماي 2013